وكالة أنباء الحوزة - ألقى إمام جمعة النجف الأشرف، سماحة السيد صدر الدين القبانجي، خطبتي صلاة الجمعة اليوم 18 أبريل/ نيسان 2025 – 19 شوال 1446 هـ، متناولًا قضايا سياسية ودينية.
تصريحات المفتي الأعظم السوري تزيد من الانقسام الطائفي
وأكد أن تصريحات المفتي الأعظم السوري، الذي وصف الشيعة بـ"مجوس هذه الأمة"، تعد تصريحات طائفية تهدف إلى تأجيج الصراع المذهبي. وأشار إلى أن هذه التصريحات أدت إلى تعرض العلويين في سوريا للقمع والإبادة، داعيًا إلى وقف مثل هذه الخطابات التي تزيد من انقسام الأمة وتضعف مواجهتها للمخاطر المشتركة. (1)
القمة العربية في بغداد وأولويات يجب معالجتها
ورحب سماحته بعقد القمة العربية في بغداد المقرر عقدها في السابع عشر من شهر أيار، لكنه شدد على ضرورة أن تتناول القمة قضايا أساسية، أبرزها:
1- العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة رغم وقف إطلاق النار.
2- القصف الإسرائيلي على لبنان وانتهاكاته المتكررة.
3- التغلغل الإسرائيلي في سوريا ومخاطره على الأمن القومي العربي.
4- معاناة الشيعة العلويين في سوريا نتيجة السياسات الطائفية
ردود فعل على تصريحات الرئيس اللبناني بشأن الحشد الشعبي
وانتقد سماحته تصريحات الرئيس اللبناني التي قال فيها إن لبنان "لا يستنسخ تجربة الحشد الشعبي في العراق مع حزب الله"، معتبرًا إياها تجاوزًا على إرادة الشعب العراقي وقراره السياسي. وأكد أن مثل هذه التصريحات تثير سخط الحكومة والشعب العراقي، داعيًا إلى احترام خيارات الشعوب وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
دعوة لتهدئة الخلافات العراقية - الكويتية
وتطرق سماحته إلى الخلاف الإعلامي الأخير بين نائب عراقي ونائب كويتي، محذرًا من أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى توتر في العلاقات بين الشعبين. وأوصى السياسيين والإعلاميين بتحري الدقة والمسؤولية في خطاباتهم، مؤكدًا أن القرار النهائي في أي قضية يجب أن يكون بيد الدولة المعنية.
مطالبة بمعالجة أزمة النفايات في النجف الأشرف
وأشار سماحته إلى شكاوى أهالي النجف الأشرف من تراكم النفايات في المدينة، التي تستقبل ملايين الزوار سنويًا. ودعا الإدارة المدنية إلى معالجة هذه الأزمة بشكل عاجل، مع التركيز على تحسين أوضاع عمال النظافة وضمان صرف رواتبهم بشكل منتظم.
التربية في الإسلام مقابل الحرية المطلقة في الغرب
وخلال الخطبة الدينية، تناول سماحته موضوع "التقوى العائلية"، مقارنًا بين النموذجين الإسلامي والغربي في تربية الأطفال. وأوضح أن الإسلام يركز على ثلاثة جوانب أساسية في التربية هي مسؤولية الأبوين:
* الأمن المعيشي: من خلال توفير النفقة والاحتياجات الأساسية.
* الأمن التربوي: بتربية الأبناء على القيم الدينية، مستشهدًا بالحديث النبوي: "مَنْ عَلَّمَ وَلَدَهُ الْقُرْآنَ دُعِيَ بِالْأَبَوَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُكْسَيَانِ حُلَّتَيْنِ يَضِيءُ مِنْ نُورِهِمَا أَهْلُ الْجَنَّةِ".
* الأمن النفسي: بالاهتمام بمشاعر الطفل وتعزيز المحبة والعاطفة، مستدلًا بالحديث: "مَنْ قَبَّلَ وَلَدَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً".
وفي المقابل، انتقد النموذج الغربي الذي يمنح الأطفال "حرية مطلقة" ويعتمد على الدولة في التربية، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة وانهيار القيم.
المصدر: المكتب الإعلامي لسماحة السيد صدر الدين القبانجي
(1) وفقًا لمصادر إعلامية نُشرت مؤخرًا، صرّح أسامة الرفاعي – المفتي الجديد لسوريا المُعيّن من قِبَل الحكومة الانتقالية تحت قيادة أبي محمد الجولاني – بأن الشيعة «مَجوس هذه الأمة»، دون تأكيد تاريخ صدورها الأصلي.
تعليقك